بودكاست

الذات المفقودة – د. محمد الحاجي

يتناول هذا البودكاست التجربة البشرية في الندم وأبعاده النفسية المختلفة حتى نستطيع الاستجابة لهذه المشاعر بشكلٍ مثمر. أن تندم يعني أن تكون بشرا.

لماذا يندم الناس، وعلى ماذا يندمون؟! نظرا لأهمية هذا البودكاست قمت بعمل هذا الملخص العام لاستخلاص بعض الفوائد ولكن لا غنى لك عن الاستماع للحلقة كاملة لتحصل على فهم أعمق وأشمل للموضوع.

  • البداية مع التعريف: الندم هو “حالة انفعالية تنشأ عندما ينظر الانسان لماضيه ويؤمن أن حاضره سيكون أفضل لو قام بخطوات مختلفة.” وهذا التعريف للندم يقتضي 3 أمور:
  1. أن تكون للإنسان خيارات يختار منها، لا أن يكون أمامه خيارا واحدا فقط.  كأن تملك اختيار التخصص الدراسي من ضمن مجموعة خيارات. عدم وجود الخيارات ينفي مسألة الندم.
  2. الإحساس بالمسؤولية في اتخاذ هذا القرار. أي أنك أنت من اتخذ القرار ولم يكن حتميا عليك. فمثلا، حروب العالم والمجاعات خارج عن نطاق إرادتنا. ويختلف الندم حسب ثقافات الشعوب. فمن منظور ديني، لدينا كمسلمين الحديث الشريف : “عجبا لأمر المؤمن..”.
  3. مقدرتنا الذهنية في تخيل السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث: ماذا لو؟! What If
  • أحد الدراسـات المثيرة: الحائزون على المركز الثاني (الميدالية الفضية) يسجلون مستويات أعلى في الندم مقارنة بأولئك الحائزين على المركز الثالث. (الميدالية البرونزية)، رغم أن أصحاب المركز الثاني أفضل منهم. لماذا؟ (7.00 دقيقة)
  • القدرة التخيلية لسيناريوهات “ماذا لو” What If ”  هي منشأ الندم في الحقيقة.  (7:35)
  • هناك نوعين مختلفين من الندم حسب أثر الحركة: (7:50)
    1. Action Regrets: ندم الفعل، وهو ندم على شئ فعلناه أو أخطأنا به وتمنينا لو لم نقم بذلك الفعل. (مثل الإساءة بكلمة، أو إجابة خاطئة في الامتحان، أو استثمار خاطئ).
    2. Inaction Regrets: ندم التفويت، أي تفويت الفرص و عدم فعل أي شئ.  مثل عدم الاهتمام بالدراسة، أو صحتك أو تجاهل عائلتك المحتاجة لمساعدتك. وهذا النوع هو أكثر ما يؤرق الانسان في حياته على المدى البعيد! تجد كبار السن يندمون على التفويت والتفريط، كيف لي أن أعيد الماضي وأصحح أو أغير شيء معدوم بالأساس!
  • هناك آليتين يشرحان لماذا نندم أكثر بسبب تفويتنا وتكاسلنا تخاذلنا أكثر مما نندم على خطواتنا وفعلنا الذي قمنا به:
    1. الآلية الأولى: في ندم الفعل هناك فرصة سانحة لتصحيح الأخطاء (9.30)
    2. الآلية الثانية: وهي آلية ذهنية وليست مادية أو سلوكية (10.45): وهي إيجاد مخرج تبريري لما فعلناه وهي آلية دفاعية يقوم بها الدماغ.  
  • ندم التفويت يرتبط بأمور جوهرية ويترك ندوبا عميقة ويظل عالقا معنا طيلة العمر (12:45)
  • مع غياب التسوية والمخالصة لبعض المواقف تبقى سلسلة الندم مفتوحة (14:30)
  • حسب الدراسات، فإن الندم يتمحور أولا حول: 1) التفريط بالدراسـة، 2) التفريط بالعلاقات الاجتماعية، 3) التفريط بالتربية (15:00)
  • هناك 3 أبعاد للنفس البشرية (16:00) : شرح مهم ورائع: الذات الحقيقية، الذات الاجتماعية، الذات المثالية
  1. الذات الحقيقية : هي شخصيتنا اليومية بما تحمله من معاني وعادات وقيم وسلوكيات وغرائز. الخ. وهي تشبه النفس الآمارة بالسوء حسب التعبير القرآني، و شخصية “الهو” حسب تقسيم فرويد.
  2. الذات الاجتماعية : هي الشخصية التي ينبغي ويفترض أن نكون عليها، وهي النفس التي توازن شخصيتنا الحقيقية وتسطير عليها وتجعلنا ننصاع  إلى القوانيين والأعراف ، وتعطس التزاماتنا ومسؤولياتنا تجاه المجتمع والآخرين. وهي تشبه “الأنا” بتعبير فرويد، أو النفس اللوامة بالقرآن الكريم.
  3. الذات المثالية : وتسمى الذات العظمى – تطمح أن نكونها (نصل إليها) يوما ما. هي أجمل صورة وذات نحملها لأنفسنا، هي الذات التي تحمل طموحاتنا وأهدافنا وآمالنا. وهي تشبه “الأنا العليا” عند فرويد.

  • ومزيج هذه الأنفس الثلاث هو ما يصنع شخصيتنا.  (17:40)
  • أما الشعور بالندم : ينتج عن الفجوة بين الشخصية الحقيقية اليومية والشخصية الاجتماعية التي من المفترض أن نكون عليها. وأيضا الندم هو الفجوة بين الشخصية الحقيقية اليومية وبين الشخصية المثالية التي نطمح لها. فجوتين مختلفتين ولهما أبعاد مختلفة.
  • أشد ما يندم عليه الناس هو التفريط بالشخصية المثالية الطوحة (التي تحقق لهم الذات). أتمنى لو كنت أتحلى بالشجاعة الكافية لأن أعيش حياتي كما أريدها أنا، لا الحياة التي يتوقعها مني الآخرون! (20:30)
  • “مفهوم الفرصة المفقودة – The Lost Opportunity Principle: حدة الندم تزداد طرديا كلما تضاءلت إمكانية تحقيق الهدف أو القيام بخطوات تصحيحية.
  • ” الندم هو صوت الفطرة لحظة الخطأ ” – مصطفى محمود
  • مبدأ التخلية: خاتمة وكلام مهم للغاية – 26:00

الندم: يضيء لنا فرص التغيير، ويخفزنا لنعيش الحاضر، ولاقتناص فرص المستقبل.