بقلم:الصيدلي: محمد ناهس العنزي
أبدأ بالشكر لصحيفة «الأنباء» الغراء على إتاحة الفرصة للانضمام إلى كوكبة كتابها، سائلا الله التوفيق. تبقى للكتابة الصحافية رونقها حتى في ظل تزاحم وسائل التواصل ومنابر الإعلام الجديد، وقد اخترت أن يكون حديثي ورسائلي عبر هذا المنبر مرتكزة على أساس البناء وعامل الرخاء وحامل اللواء في كل مجتمع وهو الفرد، العنصر البشري، وعلى وجه الدقة «المواطن».
أجوب في غياهب الوطن باحثا ومتحدثا عن مواطن عام 2035، مواطن الرؤية التي نتغنى بها ونحلم بأن نراها اليوم قبل الغد، وأن ينعم بها الآباء قبل الأبناء. مواطن 2035 هو غالبا في ريعان شبابه اليوم، ولو أردنا التحديد أكثر فهو من مواليد عام 2000 ابتداء، حيث إن هذه الفئة العمرية يعول عليها في البناء والانطلاق والتنمية وستكون أعمارهم بين 20 و35 عاما.
وإن كانت دفة القيادة بيد من أهم أكبر سنا وأكثر خبرة، غير أنهم بحاجة ماسة إلى شباب ملؤه الحماس والنشاط، وسمته الابتكار والتجديد، وذهنه منصب على التطور والإبداع، وعينه ترنو إلى التنافسية العالمية (وليس المحلية فقط)، وروحه تزخر بحب الوطن وغزارة العطاء، لا الأخذ.
إن مواطن 2035 هو غايتنا، وما يجب أن يقلقنا جميعا، فهو وإن كان وقودنا نحو المستقبل إلا أنه رهان اليوم! كيف لا وهو يتشكل الآن أمام أعيننا، وهو الذي يرى ويسمع ويعايش شتى التحديات الوطنية الجسيمة ولا يكاد يرى منها مخرجا.
لا أرغب بالخوض في ملفات التنمية المتوقفة طولا وعرضا فقد كثر الحديث عنها دون طائل، وأصبحت جزءا من دعائنا في أذكار الصباح والمساء في كل يوم سائلين الله أن يصلح أحوالنا، وأن يولي علينا خيارنا.
لنا حديث مطول – بإذن الله – عن مواطن 2035 ومن هم في ريعان شبابهم الآن، فعليهم مسؤوليات عظام تجاه أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم. حديث عن البناء النفسي والثقافي والعلمي والمهني لمواطن المستقبل، فالقادة الحقيقيون يملكون عينا ترصد الحاضر وعينا أخرى تتطلع للمستقبل.. ترسمه وتصنعه.
نشر المقال في الأنباء بتاريخ 5 أغسطس 2020.